عن الانفراد في الإصلاح وغربة تزكية النفس والسباحة ضد التيار
كتب شيخنا الأديب عبدالله الهدلق ليلة 3/5/2014
قبل سنوات؛ كنت أعمل مشرفا في إحدى دور التأهيل، وكان نظام العمل بالورديات وفي كل وردية ثلاثة، خرج من كانوا قبلنا قبل انتهاء عملهم؛ وقبل حضوري مع الزملاء، ولم يكن أحد في مكتب الإشراف، وافقت هذه حضور المدير العام وغضب لعدم وجود أحد من المشرفين وطلب التحقيق معنا، فاجتمعت مع الزملاء ورفضنا التحقيق لأننا لم نكن ملومين؛ بل الإخوة الزملاء الذين سبقونا هم من خرج قبل موعده، ثم قال المدير: لا بأس؛ لكن قدموا خطابات اعتذار. فرفضنا وكان الزميل “م” أشدنا رفضا وغضبا، فكتبت خطابا أدبيا حماسيا وجهته للمدير ملأته بحديث الكرامة والحرية وذكرت فيه أني أرفض (لأجل حريتي وكرامتي) تقديم خطاب اعتذار. ومضت أيام وإذا بزميليّ قد قدما من ورائي خطابي اعتذار، وكان أشدهما رفضا وحماسا أسبقهما!
خذلني الزميلان وكنت غرّا ساذجا كثير التصديق لدعوى الناس، وغضب عليّ المدير وسخر من خطابي فبكيت (بيني وبين نفسي) وقدمت استقالتي، وفقدت عملي. وما عدت أثق بدعاوى أصحاب المبادئ حتى توضع مبادئهم على المحك. وتعلمت كما يقول صديق لي: أن
البناء على الإنسان بناء على الطين.