عن الاختلاف، وضيق بعض النفوس عن قبوله، وتصيد الأخطاء، أبيات للزمخشري
على هامش اختلاف الناس وضيق بعض النفوس عن قبول الاختلاف (مثل اختلاف المذاهب)، وترصد البعض للأخطاء يقول الزمخشري:
إذا سألوا عن مذهبي لم أبح به * وأكتمه كتمانه لي أسلم
فإن حنفيا قلت قالوا بأنني * أبيح الطلا وهو الشراب المحرم
وإن مالكيا قلت قالوا بأنني * أبيح لهم لحم الكلاب وهم هُمُ
وإن شافعيا قلت قالوا بأنني * أبيح نكاح البنت والبنت تحرم
وإن حنبليا قلت قالوا بأنني * بغيض حلولي ثقيل مجسم
وإن قلت من أهل الحديث وحزبه * يقولون تيس ليس يدري ويفهم
تعجبت من هذا الزمان وأهله * فما أحد من ألسن الناس يسلم
وأخرني دهري وقدم معشرا * على أنهم لا يعلمون وأعلم
ومذ أفلح الجُهّال أيقنت أنني * أنا الميم والأيام أفلحُ أعلمُ
هوامش:
لا أرى كتمان مذهبي أو علمي، ولو كنت أخشى شيئا من التعب والإيذاء، والاستثناء وارد إذا كان الضرر أكبر من النفع
الحنفية يرون أن ليس كل ما ينتبذ فهو حرام، وإنما ما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط
المالكية من أقوالهم إباحة أكل لحم الكلاب، وهذا البيت فيه سب للمخالفين
الشافعية لهم قول بأن بنت الزنا لا تحرم على من زنا بأمها (أبيها من الزنا)
يرى البعض أن أهل الحديث حفظة فقط، وليسوا كأهل الفقه في فهمهم. وهنا أذكر قول الخطّابي: الحديث أساس والفقه بنيان.
والبيت الأخير فيه ظاهر من العجب حيث يشبه الزمخشري نفسه بحرف الميم الذي لا يستطيع أن ينطق به الأفلح (من شقّت شفته/شفتها السفلى) والأعلم (من شقّت شفته/شفتها العليا)،
وكأن الأيام لم تجد بمثله !!!